السبت، 24 ديسمبر 2011

سيناء-تاريخ مصر وشهداء الثورة

سيناء-تاريخ مصر وشهداء الثورة


لا أحد يأتيه الشك أن الكعبة المشرفة هي أقدس بقعة على وجه الأرض ومن منا لا يتمنى أن يطوف بها و يراها و يبكي على أعتابها ليغفر الله له ذنوبه و يغسل خطاياه و يقبله في التائبين برحمته سبحانه و جل شأنه . طاف النبي صلى الله عليه وسلم يوما بالكعبة فنظر إليه و قال صلى الله عليه وسلم ما أعظمك و أعظم شأن
ك و هذا طبيعي منه صلى الله عليه وسلم من تعظيم أقدس بقعة جعلها الله فهو الذي قال في مكة حين خرج منها والله إنك لأحب البلاد إلى الله و أحب البلاد إلي و لولا أن أهلك أخرجوني منكِ ما خرجت و لكن النبي صلى الله عليه وسلم ينقض ما قاله و يجعل البيت الحرام لا شيء و يسويه بالأرض في قوله تكميلا لقوله ما أعظمك و أعظم شأنك في أنه قال لهدم الكعبة عند الله أهون من قتل مسلم مما يدل على أنه حرمة القتل للمسلم أعظم من الكعبة المشرفة عند الله.ما قدمت لهذا الحديث إلا عندما رأيت ما يراه الجميع من حرق المجمع العلمي و مابه من تاريخ و مخطوطات نفيسة فهل هذه المخططات غالية لدرجة أنها تكون أغلى ممن قُتل و سُحل و انتُهكت أعراضه هل هذا المجمع العلمي غالي و ثمين و أفضل من الكعبة التي قال فيها الرسول الله عليه وسلم لهدم الكعبة حجرا حجرا أهون عند الله من قتل مسلم .

إن المرء ليعجب شديد العجب عندما يرى الجميع بمجرد حرق هذا المجمع العلمي قد نسي من ماتوا في الثورة وضحوا بأرواحهم الغالية ومن منا روحه ليست بغالية عليه من أجل أن يهبوك الحرية و الكرامة ومما أنت فيه الأن من عدم خوف من الاعتقال و التنكيل بك و قولك ما تريد دون أن تخاف و لقد كنا في أيام الطاغية مبارك نخاف أن نحلم بقولنا الحق في أحلامنا خوفا من أن نعتقل أو نسحل و ينكل بنا تنكيلا . حكى لي شخص و الحجة عليه في صدق روايته ممن اعتقلوا ونكل بهم في أعقاب أحداث طابا بالعريش و الجميع يعلم ما صار في العريش من تلكم الأحداث أنه كان من بين المعتقلين أشخاص سبب اعتقالهم أن و احداً منم رأى حلما في منامه أنه ذهب لأحد أماكن الجهاد و رأى في المنام أنه يجاهد و يقاتل أعداء الله الذين اغتصبوا بلاد المسلمين فقص حلمه على أصدقائه و هذا الصديق قص لأخر حتى وصل الامر أن أحداً الاشخاص حكى الحلم لأحد مخبرين أمن الدولة حتى كبر الأمر و اعتقل صاحب الحلم بسبب رؤية رأها في منامه لا حول له له بها ولا قوة سوى أنه رأى أنه يجاهد في منامه و نكل بالشخص و سكت قضيته بقضية الرؤية لهذا الحد وصل الأمر

أيام الطاغية مبارك أن يعاقب الناس على أحلامهم مما لا يملكون فيها الفعل فضلا عن القول.

عندما سقط الطاغية مبارك حلم الناس بالحرية و العيش الرغيد و الكرامة و الأمن و بالقضاء العادل و محاكمة الجناة ممن أفسدوا البلاد سياسيا و اقتصاديا و قتلوا الشعب في أعقاب الثورة و قبل هذا و ذاك محاكمة رأس الأفعى مبارك زعيم الفساد فرعون مصر الذي انتهك الأعراض و قتل العباد وشرد الشعب و جعلنا شيعا يستضعف طائفة من الشعب ويعلي أخرى و يعامل اليهود أفضل من شعبه و لكن بعد مرور ما يقارب على العشرة أشهر من قيام الثورة ما الذي تغير سوى بعض التغيرات الطفيفة التي لا تكاد تذكر فالجناة صدرت فيهم أحكام خفيفة لا تتعلق بما قاموا به من افساد للحياة السياسية و نهب ثروات البلد حتى صار عندنا يقينا أن الشعب يعاقب على ثورته التي قام بها لكي يحيا حياة الكرماء و يعامل على أنه بشر كباقي البشر التي قامت بالثورات من قبله.وعندما تقلد المجلس العسكري مقاليد الحكم لقيادة الفترة الانتقالية بوقت محدد كان ستة أشهر و طمأن المجلس العسكري الشعب بأنه لا يريد السلطة و بعدما مضت الستة أشهر بقي المجلس في مكانه كما هو و لم يفي بوعده بحجة أن المدة غير كافية لضبط زمام الأمر حتى وصل اليأس بالشعب و خرج مرة أخرى للميادين ميادين الثورة و أعلن المجلس للمرة الأولى أنه سيسلم السلطة لسلطة مدنية منتخبة في تموز/يوليو 2012 و غير الوزارة للمرة الثالثة في سابقة لم تحدث أن يتم تغير ثلاث وزرارت في فترة أقل من سنة كل وزارة تخرج بأفشل من التي قبلها و يستعان بأشخاص ممن لهم علاقة بالنظام القديم و ماتت فيهم روح الشباب الذي قام بالثورة حتى شك الشعب أن من قام بالثورة هم هؤلاء المسنين و لهم الحق أن يحكموننا ،فنحن لا نعيب في أشخاص بعينهم ولكن هل عقمت مصر أن تنجب غير هؤلاء فمصر بها العديد من النوابغ و الكفاءات اليي لها القدرة على القيادة إلا اذا كان هناك أمر مبيت من أجل اجهاض الثورة و تفريغها من مضمونها و العودة لحكم العسكر مرة أخرى و لكن بطريقة جديدة وهي التحكم في مقاليد الأمور بأن نجعل للمجلس العسكري سلطة فوق سلطة الحكم المدني المرتقب و أن أعضاء المجلس هم أشخاص فوق النقد لهم قدسية تمنعهم من أن يكونوا كباقي أفراد الشعب و أن ما يفعلوه لا يعاقبون عليه البتة لأنهم فوق النقد و فوق المعاقبة القانونية .

إن هذا المجلس العسكري لم يأت من فراغ بل من وضعه ونصبه هو مبارك و لم يتقلد الحكم إلا ليجهض الثورة ويفرغها من مضمونها و الوقائع تدل على ذلك من انتهاكات المتظاهرين العزل و المحاكمات العسكرية للشعب و محاكمة الجناة من النظام السابق محاكمات مدنية كارتونية هذا بالطبع بعد الضغط الشعبي العارم بالتظاهر في الميادين و إن لم يضغط الشعب لظل المفسدين وكبيرهم مبارك يرتعون و يمرحون و ينعمون و هذا ما أضاع الشعب وجعل المجلس العسكري يتجرأ على الشعب بسبب ترك التظاهر كل جمعة لنقول للمجلس بأن الشعب يقظ حتى تُسلم السلطة كما وعدت ولكن استطاع المجلس أن يضع الفرقة بين أفراد الشعب و يغري أطراف بالمنصب و أخذتهم نشوة الحرية و الاعتراف و الانتصارات الانتخابية وتعجلهم لتقلد زمام الحكم لترك الجناة يمارسون طغيانهم و عربدتهم وغض الطرف عن انتهاكاتهم بل وصل بالبعض لتبرير ما فعله المجلس من انتهاكات يعاقب عليها القانون جنرالات المجلس لأجل الوصول للكرسي بالطبع الانتخابات هامة لانها دليل فعلي لنجاح الثورة ولكن ان تكون على جماجم الشعب فلتخسأ الانتخابات وتذهب للجحيم فنحن ما قمنا بالثورة إلا لنقول للظالم أنت ظالم لا أن نداهنه ونطلب منه المنصب فالمنصب يأتي و يزول ثم جائت المحاكمات لا تدل على أن هذا البلد خرج لتوه من ثورة عارمة أسقطت نظام فاشي ديكتاتوري ولكن ما يشاهد بأن النظام نفسه يحاكم نفسه فهل يعقل أن يعاقب النظام نفسه حتى و إن خرج علينا فريق وقال أن مجلس الشعب سيستطيع أن يغير و يفعل ما قصر فيه المجلس العسكري خلال الفترة الانتقالية هذا بالطبع الديون و المشاكل الاقتصادية و الفقر و توفير فرص العمل وتحسين الاوضاع المعيشية مما سينسي مجلس الشعب القادم أكبر قضية وهي محاكمة القتلة و المجرمين ممن أفسدوا الحياة السياسية اثناء عهد مبارك وعهد المجلس العسكري ولكن ما سيتم تغيره سيكون كبير لان المجلس سيكون سلم البلد خاوية على عروشها قد انتهكت كالبلد الخارجة من حالة حرب وهي لم تحارب فضلا أن المجلس سيجعل من مجلس الشعب القادم مجلس مفرغ من مضمونه و أن المجلس العسكري سينصب نفسه حامي للدولة المدنية كون أن أغلبية الاعضاء من الاسلاميين و بهذا وجد المجلس الحجة البالغة في سيطرته لكي يحمي مدنية الدولة و عدم فرض دولة دينية مزعومة مستقبلا حتى يجعلنا نشك أن هذا المجلس يسير على خطى ودرب الجيش التركي و أننا نبدأ من حيث أنتهت منه تركيا فتركيا لم تصل لما وصلت إليه إلا عندما تخلصت من سطوة الجيش وتحكمه على البلد بدعوى صيانة علمانية الدولة التي وضع أُسسها أتاتورك و ظل هذا الوضع قائم في تركيا وكلما نجحت حكومة منتخبة من الشعب انقلب عليها الجيش و عاشت تركيا حالة مزرية بسبب تدخل الجيش في زمام الامور من تدهور اقتصادي و انتهاك حريات حتى استطاعت تركيا بفضل رئيس وزرائها رجب طيب أردوغان من التفاهم مع جنرالات الجيش وتقليص صلاحيات الجيش في الحياة السياسية و بعدها صارت تركيا من أقوى الاقتصاديات العالمية بدون بترول أو موارد طبيعية ولكن بفضل سواعد ابنائها فالعسكر عندما يتدخلون في زمام الامور لا يهمهم سوى صيانة جنابهم و عدم الاكتراث لم يشغل الشعب من تحسن الاوضاع الاقتصادية و المعيشية و الكرامة والحرية و لكننا سنحترم المجلس العسكري لو عاقب الجناة و راجع نفسه عن تصرفاته و سيعيد الشعب ذاك الشعار الذي قاله في خضم الثورة (الجيش و العشب يد واحده) بعدما كسرة الهوة بين الجيش والشعب على الرغم أن المجلس العسكري يحكم سياسيا و لا يحكم بالجيش ولكنه دائما ما يردد أن هناك أطراف تريد الوقيعة بين الجيش و الشعب و ما دخل الجيش في أخطائكم وأنتم من تحكمون وليس الجيش هل كل نقد موجه لكم موجه للجيش حتى أن المجلس استخدم الجيش في العديد من الانتهاكات للشعب كأنه يريد هو(أي المجلس) أن يوقع بين الجيش و الشعب ويحدث هوة ساحقة بين الطرفين بتخطيط مدبر ومحكم لتقع البلد في فوضى عارمة وبعدها هو يصدر البيانات بأن العسكر أعلنوا حالة الطوارئ العامة و الاحكام العسكرية ولكن هيهات هيهات فالشعب أوعى مما تتخيلون و مما تخططون له و إن كانت بعض الاطراف خدعت بالانتخابات البرلمانية و داهنت المجلس العسكري و غضت الطرف عن انتهاكاته و تركت الثوار يقتلون بحجة أن هذه الاطراف لها اجندات خارجية و إن كانت لهم اجندات خارجية و لكن هل هذا سبب أن تُنتهك الحرمات و تُعرى الفتيات و يقتل أناس منهم بالطبع أن لا أدافع عن فكرهم ولكن أدافع عن أرواحهم و أعراضهم و إن كانوا اخطاوا في استفزاز الجيش ولكن لا يرد هكذا بقتل وتنكيل و سحق مما لا يتخيله عقل بأن من يفعل هذا مانراه في فلسطين أو العراق هل هذه هي الجندية التي في عقيدتها الشرف فماذا نترك للأعداء عندما نقاتلهم سيفعل بهم الجيش أقبح مما فعله في شعبه من استباحت أعراض و قتل وتنكيل للعزل من المدنيين كأننا لسنا بجيش مسلم فالمسلم لا يقاتل الا المحارب و المدنيين غير المحاربين لا سلطان للجيش عليهم أليس هذا مبرر و سبب مقنع للدفاع عنهم أم أن عدوي أتمنى له السحق و القتل و التنكيل لأنه عدوي أما أن شهوة المنصب قد أعمت بصيرتي عن رؤية ما يجري فالمنصب زائل و لا تبقى الا المواقف المشرفة في الاوقات العصيبة و التاريخ سيذكر ما حدث ولن يرحم أحد سواء كان مصيبا أو مخطئا فكل في التاريخ سواء الجاني و المجني عليه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق