الخميس، 29 ديسمبر 2011

مذكرات ضابط جيش مصري خلال الثورة/سيناء

مذكرات ضابط جيش مصري خلال الثورة




نقلاعن صحيفة الجارديان التي نشرت مقالا بعنوان مذكرات ضابط احتياط في الجيش مصري يروي احداثا هامة عما يدور داخل الجيش منذ بداية ثورة 25 يناير




http://www.guardian.co.uk/world/2011/dec/28/egyptian-military-officers-diary?newsfeed=true



لقد قمت بترجمة نص ما قاله ذللك الضابط علي النحو التالي :



التدريب كضابط شاقا و أيامنا كانت تبدأ في الخامسة صباحا و الظروف سيئة يحاولون كسرنا و تحويلنا من مدنيين الي عسكريين .كنا نقف في الشمس بالساعات المليئة بالطوابير العسكرية التي لا معني لها نغني الاغاني العسكرية و النشيد الوطني يوميا و نتبع تعليمات الضباط الاعلي رتبة و الذين يعاملونا معاملة سيئة .حتي الذين كانوا يعطونا الدروس كانوا يشكون من الجيش و يقولون انهم مندهشون و مصدومون من كون الجيش مختلف عما كانت توقعاتهم و يعبرون عن مدي احباطهم لعدم القدرة علي الرحيل .



اللوائح الخاصة بالطعام فظيعة و كان يقدم لنا الطعام في معظم الاوقات في اواني غير نظيفة حتي الملاعق . كان ذللك ينبع جزئيا عن سوء الأدارة ولكني اعتقد انه متعمد لانه متاح لك شراء الأطعمة من كافيتريا مجهزة بشكل جيد فبهذه الطريقة يجني الجيش بعض المال من ذلك.



العقوبة تمثلت في ان تكون مجبر علي البقاء هناك اثناء ايام الاجازة في مركز التدريب .يجعلوك تستلقي علي الارض و يديك وراء ظهرك ثم تزحف علي الارض و يأمروك ان تقف في الشمس لمدة ساعة مرتديا الزي الرسمي كاملا و بالمعدات الخاصة أو يلقو بك في السجن .كل ذلك الغرض منه الاهانة لا اكثر معظم الاوقات كنا نفضل ان يلقو بنا في السجن لانه افضل مما سبق علي الاقل بعيدون عن الشمس.



احيانا كنا نثور حتي يصبح السجن ممتلئا و الذي يجعلهم مضطرون لمعاملتنا بأسلوب أفضل . في البداية لم يكن مسموح لنا حتي بأستخدام الهواتف و لكن مع مرور الوقت وجد كل واحد منا طريقة ما للالتفاف حول الوائح و القوانيين و تمكن من احضار اجهزة تليفون و كمبيوتر محمولة بيرة و حشيش و شطرنج و كوتشينة حتي غلايات المياة.



التحدي الاكبر كان ان تبقي مرفوع الرأس و متحفظا بعقلانيتك دائم التذكر بمحاولاتهم الدائمة لكسر الروح المعنوية لنا .كبار الضباط مازالوا يعيشون كما لو كنا عام 1973 و هي السنة التي خاضت فيها مصر اخر المعارك مع اسرائيل . يقضون كل اوقاتهم في تذكيرنا بمدي خطورة اسرائيل و كيف ان الاسرائليون مرعوبون من الكم الهائل لشباب الضباط المتعلمين الذين يلتحقون بالجيش سنويا .لقد كان الامر مختلفا في الماضي حيث كان يوجد هدف من أجل هذا الصراع و لكن حاليا كله متمثل في هراء و فساد و اصبح الجيش و ظيفة مثل اي و ظيفة اخري .



معظم الضباط ذو الرتب المتوسطة غير مهتميين بموضوع الوطنية فالجيش لهم بمثابة عمالة ثابتة ذات حوافز متواضعة . معظمعم ساذجيين جدا و ليس لديهم وعي سياسي والثورة فاجأتهم. اندلعت ثورة 25 يناير هؤلاء الضباط كانو ضد المظاهرات بصورة عدائية ولكن عندما بدأ النظام الحاكم في الانهيار كانوا مفزوعين من كم الفساد الذي كان محيط بالمخلوع و أعوانه .اصبح معظمهم بصورة نسبية مع الثورة و لكن اعتقد ان كان هناك بعض من المرارة تجاه حقيقة ان الفساد كان متمثلا بشكل واضح لفترة طويلة و لكن جيلهم لم يفعل سوي القليل تجاه ذلك و ان الشباب هم الفارضون للتغيير السياسي الحادث مما سبب لهم حالة من الحيرة و عدم التأكد من ما يجب تصديقه .



عندما سقط نظام مبارك و تولي المجلس الأعلي للقوات المسلحة الحكم تحرك كبار الضباط بسرعة لكسب ولاء صغار الضباط و ذو الرتب المتوسطة فكلما جاء يوم جمعة حافل بالمظاهرات في الشوارع و المسيرات الي ميدان التحرير كنا نتسلم علاوة اضافية تتراوح ما بين 250 الي 500 جنية سواء اذا او لم يكن لنا علاقة بتأميين او مراقبة المظاهرات .



من السخيف في ذروة الاحداث و هذه الاحتجاجات ان تتضاعف مرتبات ضباط الاحتياط و الجميع ايضا كانوا يحصلون علي علاوات ضخمة طول الوقت بمتوسط 2400 جنيه لي في شهري يناير و فبراير .معظم الوقت لم يكن هناك اي اكتراث سياسي مما يحدث في الشارع المصري لقد كانوا سعداء فقط بالعلاوة الاضافية . و من آن لأخر كنت تسمع مزاحا مصحوب ببعض الذنب عن كيف اننا الوحيديين المستفديين من الثورة علي حساب الشعب المصري .



لقد كان من الواضح ان الجيش في حاجة ماسة لتفادي المظاهرات بعد رحيل مبارك. هدفهم الاساسي كان كسب ثقة المزيد من الأسلاميين الذين بالفطرة لديهم عداء تجاه الجيش اضافة الي ارهاب اي شخص قد يفكر في احداث المزيد من الاحتجاجات . كل مواجهة مع الثوار كانت بمثابة اختبار لقياس رد فعل الرأي العام و تحديد مستوي العتف و الوحشية المستخدمة و التي في نفس الوقت تمكنهم من الافلات من اي شبهات او عقوبات .



لقد كان ذللك واضحا خصوصا اثناء احداث تظاهرة الاقباط المسيحيين و مؤيديهم في التاسع من اكتوبر و التي هوجمت من قبل الجيش و اسقطوا 27 شهيدا. الاعلام و الجيش ووزارة الداخلية تعاونوا سويا من أجل مصالحهم و أهدافهم الشخصية و تمكنوا من تصعيد الاحداث و بث الفتنة بين المسلمين و المسيحيين . الاقلية المسيحية ينظر اليهم البعض داخل و خارج الجيش و كأنهم اقل اهمية عن باقي الشعب و ذللك يجعلهم هدف سهل لهم . يجب ان تضع في اعتبارك ان الضباط يشاهدون اعلام التلفزيون المصري و لا يعطوا اي اهتمام ابدا لقاطع الفيديو المحملة علي موقع يوتيوب و التي تظهر الجاني المظلم و القذر للمجلس الاعلي للقوات المسلحة فهم في حالة انكار و غيبة تامة .



سرعان ما مرت الاشهر و بالرغم من الجهل السائد و نظام العلاوات السخي اخذت المعارضة للقائد الاعلي للقوات السلحة المشير محمد حسين طنطاوي في النمو . معظم الضباط ذو الرتب المتوسطة اصبحوا علي دراية بأنه اليد اليمني للمخلوع و كارهيين حقيقة العنف المستخدم ضد المتظاهرين المسئول عن تشويه الصورة العامة للجيش في نظر الرأي العام و لكن البعض مازال رافض للوضع الحلي بالنسبة للاحتجاجات و المظاهرات و يرون ان الوقت غير مناسب الان و في نفس الوقت متمعضيين لخروج الناس فيها و عندم قدرتهم هم لعدم امتلاكهم نفس الحرية.



لقد اخذ الوضع في التغير خاصة و أن هناك قنوات تلفزيونية مستقلة عن ماسبيرو و تعرق الحقائق و مقاطع الفيديو التي تحوي العنف و الوحشية التي تستخدمها قوات الامن و يتم التحدث في تللك المواضيع بشكل حر بواسطة بعض الشخصيات الاعامية البارزة و ذللك يدفع المزيد من الضباط الي الاتقلاب علي المجلس العسكري و طنطاوي نفسه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق